.png)
دار الوساطة والتحكيم الفلسطينية
مقال تحليلي حول عوارض الرضا في العقود – دراسة فقهية قانونية مقارنة
في دراسة علمية معمقة حملت عنوان "عوارض الرضا – دراسة فقهية قانونية مقارنة", تناول الباحث "دعيس صاوي محمد إسماعيل" واحدة من أعقد الإشكاليات في الفقه المدني والفقه الإسلامي: مدى تأثير عوارض الرضا على صحة العقود، وذلك من خلال مقارنة دقيقة بين قواعد الشريعة الإسلامية، والقانون المدني الأردني، ومجلة الأحكام العدلية.
الرضا كأساس لصحة العقد:
ينطلق البحث من اعتبار "الرضا" أحد أركان العقد الجوهرية التي لا يقوم العقد بدونها، إلى جانب الأهلية، والقبول، والعوض المشروع. لكن هذا الرضا قد يُصاب بخلل مؤقت أو دائم، يؤدي إلى التشكيك بصحة التصرف القانوني، وهنا يتسلل "العارض" إلى جوهر العقد.
???? العوارض المؤثرة على الرضا:
قسّم الباحث هذه العوارض إلى سبعة:
-
الإكراه
-
الغبن
-
الجهالة
-
الخداع (التدليس)
-
الخطأ
-
السكر
-
التهكم (المزاح)
وبين أن كل واحد من هذه العوارض إذا ما توافر، يؤدي إلى نقص أو انعدام الرضا، مما قد يُفضي إلى بطلان العقد أو قابليته للإبطال.
منهج المقارنة بين الفقه والقانون:
اعتمدت الدراسة على تتبع كل عارض فقهياً وقانونياً، مستعرضة أقوال الفقهاء الأربعة، إلى جانب نصوص قانونية من المجلة والأحكام العدلية، والقانون المدني الأردني، وقانون المعاملات المدنية الإماراتي.
المخرجات القانونية:
أهم ما توصل إليه البحث هو التأكيد على أن العقود في كل من الفقه والقانون تقوم على مبدأ "التراضي"، وأن أي خلل إرادي – حتى لو بدا العقد سليمًا في ظاهره – يُعرضه للطعن والبطلان. ولذلك، تصبح دراسة هذه العوارض أمرًا حيويًا لحماية المتعاقدين، خاصة في البيوع، والزواج، والإيجارة، وغيرها من المعاملات الجارية.
أهمية الدراسة:
تبرز أهمية هذا البحث في تركيزه على الجانب الوقائي للعقود، وتحذيره من تغافل الظروف النفسية والاجتماعية واللغوية التي قد تؤثر على صدور الإرادة بشكل غير حر. كما يوصي بإدماج هذا النوع من الدراسات في مناهج كليات الحقوق والشريعة، وتعزيز الثقافة القانونية في المجتمع.
هذه الدراسة ليست فقط مراجعة فقهية أو تحليل قانوني، بل دعوة منهجية لبناء تعاقدات أكثر عدالة وإنصافًا، تقوم على إرادة حرة واعية، وتخضع لضمانات تحميها من الخلل والانحراف.